ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ساهم بنشر الموضوع والدعاء لهم بالرحمة

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ساهم بنشر الموضوع والدعاء لهم بالرحمة

كوخٌ خربٌ ربهُ مسنٌّ أقعده المرض وأجهزت عليه الفاقة، وأم تتحركُ بالكاد متكئة على راحتيها وركبتيها، وطفلان اثنان لم يريَا من الدنيَا سوى مرض الأم، وعاشَا منذ أن رأيَا النور، قبل أزيد من عقد، علَى مساعدات جيران يأتون إليهم بشيءٍ من الطعام حيناً، ويصطحبونهم لأخذ حمام حينا آخر.. هذَا هو حالُ أسرة بقريَة مازوز التابعة لتارجيست في إقليم الحسيمة وقفت عليهَا أوّل الأمر جمعيَّة روح الإنسانية للتضامن الاجتماعي.

ما إن رأتنا السيدة العليلة، أم لحسن والحسين، يروِي رئيسَ الجمعية نور الدين الشيخي، حتَّى أخذت تزحفُ بسبب عدم قدرتها على المشي، على يديها وركبتيها كيْ تبلغ الباب، وبها حسرة تتوقُ إلى طلب المساعدة بعدما أنهكها المرضُ منذُ ميلاد ابنيها التوأم، حيث شرعت السيدة في طلب المساعدة، وهي تقول، كما هو مبين في الفيديو، "ابقوْا معِي".. وهيَ لا تستطيع حتَّى إتمام كلامها لما أصابهَا من وهن، فهيَ وأسرتُهَا تعيشُ على مساعدات الجيران، وما يجودون به، ووضعهَا الصحِي يسوءُ أكثر في أكثر، أمام ابناها اللذان لا يتكفلُ بحالهما إلى الجيران، ويتابعان دراستهما معَ باقِي أبناء القريَة، فيعيشان ظروفاً جد قاسية.
والأدهَى من المرض، أنَّ الأسرة لم تجدْ أيَّ سندٍ يعينُ الأمَ على العلاج، ويأخذهَا إلى مستشفَى يفحصُ وضعها الصحي الصعب، بحيث لم يتمكن طبيب جاءَ إليها من تارجيست أن يحدد مشاكلها بالتحديد، زدْ على ذلك، أنَّ الكوخ المتسخ الذِي تعيشُ به، والذِي يفتقرُ إلى أبسط شروط العيش الكريم، إذ وجد أعضاء الجمعية السيدة على أرضية من التراب، غير مبلطة، تزحفُ عليها، وهيَ ترفعُ يدها المغبرة بين الفينة والأخرى لتمسح عنها دموع ألم أطال المقام.